فمنهم من ينصب الضحاك، ومنهم من يجر، ومنهم من يرفع، فإن ظهرت، قلت: حسب زيد وأخيه درهمان، وقبح النصب والرفع، لأنك لم تضطر إلى ذلك. أنتهى. والعصا مستعار لجماعة المسلمين، وانشقاقها: عبارة عن اختلاف كلمتهم، قال صاحب "العباب": وانشقت العصا، أي: تفرق الأمر، وأصل هذا في الخوارج، فإنهم شقوا عصا المسلمين، أي: اجتماعهم وائتلافهم، أي: فرقوا جمعهم، ووقع الخلاف، وذلك لأنها لا تدعى العصا حتى تكون جميعا، فإذا انشقت لم تدع عصا، ومن ذلك قولهم للرجل إذا قام بالمكان، وأطمأن به، واجتمع له فيه أمره، قد ألقى عصاه، قال:
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا البيت ..
أقول القاء العصا كناية ععن الإقامة كقول الشاعر:
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر
ولقد ظرف الباخرزي في قوله:
حمل العصا للمبتلي بالشيب عنوان البلا
وصف المسافر أنه ألقى العصا كي ينزلا
فعلى القياس سبيل من حمل العصا أن يرحلا
والهيجاء هنا بالمد: الحرب، وتقصر أيضا، والضحاك: هنا اسم رجل، وزعم جماعة من شراح الأبيات أنه أسم سيف، ولا يستقيم المعنى عليه، على أني راجعت "العباب" و"التهذيب" فلم ار فيهما أن الضحاك اسم سيف، أو هو وصف من أوصافه، والمهند: القاطع، وقيل: المطبوع في الهند، والمعنى: إذا