الثعلبان برأسه ... البيت. ثم قال السيوطي: وضبط الحافظ شرف الدين الدمياطي الثعلبان في البيت بضم المثلثة واللام، وقال: هو ذكر الثعالب، وهو ما ذكره الكسائي وجماعة. ونقل عن المرزباني في "معجم الشعراء" أن اسمه كان غويًا فسماه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم راشدًا، وقال أيضًا: وأخرجه ابن أبي حاتم بسند له بلفظ: إنه كان عند الصنم يومًا إذا أقبل ثعلبان، فرفع أحدهما رجله فبال على الصنم.
والحاصل أن الاختلاف كثير، فجماعة روته بإفراده، وفرقة نقلته بالتثنية. واختلف أيضًا في اسمه قبل إسلامه، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد المائة]
(١٤٦) شربن بماء البحر ثمَّ ترفَّعت
تمامه:
متى لجج خضر لهنَّ نئيج
على أن الباء فيه للتبعيض بمعنى من، وقال الفراء في تفسيره عند قوله تعالى:(يَشْرَبُ بِهَا) من سورة الدهر: [الآية/ ٦] يشرب بها ويشربها سواء في المعنى، وكأن يشرب بها يروى بها وينقع، وأما يشربونها فبيّن، وقد أنشدني بعضهم: شربن بماء البحر ... البيت. ومثله: إنه يتكلم بكلام حسن ويتكلم كلامًا حسنًا. انتهى. فأشار إلى أن الباء زائدة أو أنها على بابها، وشربن مضمن معنى روين. وجزم بزيادتها ابن جني في "سر الصناعة" قال: الباء فيه زائدة، إنما معناه: شربن ماء البحر، هذا هو الظاهر من الحال، والعدول عنه تعسف وقال بعضهم: معناه: شربن من ماء البحر، فأوقع الباء موقع من. انتهى. وحكى في "المحتسب"