قول من زعم أنها بمعنى في، قال فيه: الباء زائدة، أي: شربن ماء البحر، وإن كان قد قيل: إن الباء هنا بمعنى في، والمفعول محذوف معناه: شربن الماء في جملة ماء البحر، وفي هذا التأول ضرب من الإطالة والبعد. انتهى. أورده عند قوله تعالى:(يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)[النور/ ٤٣] قال: قرأ أبو جعفر يزيد "يذهب" بضم الياء، والباء زائدة، ثم قال: واعلم أن هذه الباء إنما تزاد في هذا النحو لتوكيد معنى التعدي كما زيدت اللام لتوكيد معنى الإضافة كقوله:
يا بؤس للجهل [ضرَّارًا لأقوام]
وكما زيدت الياءان لتوكيد معنى الصفة في نحو: أشقريّ، وكما زيدت التاء لتأكيد معنى التأنيث في فرسة وعجوزة، فاعرف ذلك. ولا ترين الباء [في:(يذهب بالأبصار)] مزيدة زيادة ساذجة، وإن شئت حملته على المعنى حتى كأنه قال: يكاد سنا برقه يلوي بالأبصار، أو يستأثر بالأبصار. انتهى.
وقوله: متى لجج، أي: من لجج، أو وسط لحجج، ويأتي الكلام إن شاء الله تعالى عليه في بحث "متى" وهذا على ما اشتهر في كتب النحو.