للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا إلى آخرها، ووزنها: مفاعيل مفاعيل، أربع مرات من بحر الهزج، إلَّا أنه جمع بين السّاكنين في القوافي من غير إرداف في غالب القصيدة، وهو عيب عندهم، ومثله شعر عند صاحب "القسطاس" دون غيره من العروضيين؛ لاعتبارهم الوزن العربي في حد ما هو شعر. وتنحط: مصدره الانحطاط، وهو الانحدار من علو إلى سفل، يريد انتقاله من ظهر الأرض إلى بطنها. وهو لحد القبور، وتنغط: مطاوع غطّه في الماء غطًّا: إذا غمسه فيه، يريد مواراته وتغطيته بالتراب، والرهط: قوم الرجل وقبيلته. وقوله: إلى أضيق، أي: إلى مكان أضيق، والسَّمّ، بالفتح: الثقب، يقال:

سمُّ الخياط مع الأحباب ميدان

أي: ثقب الإبرة.

والحريري: هو أبو محمد القاسم بن علي البصري صاحب "المقامات" كان حامل لواء البلاغة، وكان فارس ميدان النظم والنثر، وكان من رؤساء بلده، وهو منسوب إلى الحرير لبيعه أو عمله. ولد في سنة ست وأربعين وأربعمائة، وتوفي بالبصرة في سادس رجب سنة ست عشرة وخمسمائة.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الثلاثمائة]

(٣١٣) كأنَّ إذا تشوَّفا ... قادمةً أو قلما محرَّفا

على أنَّ كأنَّ قد نصب بعدها الاسم والخبر. قال المبرد في "الكامل": حدِّثت أنَّ العمانيّ أنشد الرشيد في صفة فرس: كأنّ أذنيه إذا تشوَّفا .. الخ، فعلم القوم كلّهم أنه قد لحن، ولم يهتد أحد منهم لإصلاح البيت إلَّا الرشيد، فإنه قال له:

<<  <  ج: ص:  >  >>