للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا عند العرب من النقائص الشنيعة، وقال ابن جني في بحث النّون من "سرّ السناعة": قيل في قول جرير:

لا تفخَرَنَّ فإنَّ اللهَ أنزلكُمْ ... يا خُزْرَ تَغْلِبَ دَارَ الذُّلِّ والعارِ

إنَّه أراد بالخُزر: الخنازير، لأنَّ كلّ خنزير عندهم أخزر، وأنكر ذلك أحمد بن يحيى، فقال: خزر جماعة خنزير على حذف الزوائد، ظنَّ النّون زائدة، وإنما هي هنا أصل. انتهى.

والبال: الحال والشأن، ولا يستفقن: من استفاق من سكره: إذا صحا، وهو استئناف بياني، كأنه قيل: ما استشعرت من حالهنّ حتى استفهمت عنهنّ، و"إلى" متعلقة بتحنان على القول بجوازه، وتحنان: تمييز، وقيل: مفعول لأجله، والتحنان: مصدر كالحنين بمعنى الشوق، يقال: حنَّ إليه إذا اشتاقه، والديرين، مثنى دبر، وهو خان النّصارى، كذا في "القاموس"، قال الأصمعي في قول جرير:

لمَّا تذكَّرْتُ بالدَّيرينِ أرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجاجِ وضَرْبٌ بالنواقيسِ

أراد: ديرًا واحدًا، كما قال بشر:

وفيهّا عَنْ أبانين ازوِرَارُ

أراد أبانا فثناه للضرورة. نقله عنه البكري في "معجم ما استعجم" عند ذكر أبان. وبعد هذا البيت:

لمَّا رّوِيْنض على الخِنزيرِ مِنْ سَكَرٍ ... ناديْنَ يا أعظَمَ القَسَّينِ جُرْدَانا

هل تترُكُنَّ إلى القسَّينِ هِجرَتَكم ... ومَسْحَهُمْ صُلْبَهُم رْخَمان قربانا

<<  <  ج: ص:  >  >>