أي: إذا صوَّت المصوت، ويروى:"إذا فزعوا الصريخ" والفزع: النصرة، والصريخ: الصارخ المستغيث. يصف القوم بأنهم يغيثون المستغيث بسرعة وينصرونه، وبعضهم يلجمون الخيل، وبعضهم يأخذون ناصية الخيل ولا يلجمون. انتهى كلامه.
و"ما" زائدة، ووقع موضعها "من". قال الدماميني: هي إما زائدة على رأي الأخفش والكوفيين، أي: رايتهم بين هذين القسمين لا يخرجون عنهما، وإما للابتداء متعلقة بفعل الرؤية، أي: إن رؤيتك إياهم ابتدأت من بين هذين القسمين، والملجم: اسم فاعل من ألجم فرسه، أي: أدخل اللجام في فمه، وإضافة ملجم لفظية أفادت التخفيف. والمهر بالضم: ولد الخيل، والأنثى مهرة، ويجوز هنا أن يكون مذكرًا مضافًا إلى ضمير الغيبة راجع إلى موصوف ملجم، أي: رجل ملجم مهره، أو فريق ملجم مهره، ويجوز أن يكون مهرة، بالتأنيث. والسافع: الممسك برأس فرسه ليركبه بسرعة من غير لجام، ومعموله محذوف، أي: بناصية فرسه. قال صاحب "الصحاح": صفعت بناصيته، أي: أخذت، قال الشاعر:
من بين ملجم مهره أو سافع
ومنه قوله تعالى:(لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ)[العلق/ ١٥] انتهى. ورجعت إلى "أمالي ابن بري" عليه، فوجدته قال: صدره:
قوم إذا سمعوا الصَّريخ رأيتهم
ولم يتعرض لقائله، وإنما قال: والبيت الذي بعده لحميد بن ثور الهلالي الصحابي. وكأن العيني وقعت عينه عليه، فظن أن البيت الشاهد لحميد بن ثور فنسبه إليه، ولقده السيوطي، وتبعه ابن الملا وغيره، واستشهد به صاحب "الكشاف" وغيره عند تفسير تلك الآية، فقال شارح أبياته: البيت نسبه