للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الدماميني: ولقائل أن يقول: لم لا يجوز أن يكون المراد: بين فريق ملجم مهره، أو فريق سافع، وكل واحد من الفريقين ذو تعدد، فهو كقولك: جلست بين العلماء أو الزهاد "فأو" لأحد الأمرين، ولا إشكال؟ انتهى كلامه. فتكون "أو" فيه للتفصيل، واعترض عليه ابن الملا بأن معناه ينحط عما كان يستفاد منه على تقدير أن "أو" بمعنى الواو، لأن الغرض وصفهم بسرعة إجابة مسصرخهم رجاء نصرة، فهم بين هاتين الحالتين المشعرتين بتمام المبادرة لانتهاز الفرصة، مع ما يلوِّح إلى ما لهم من كمال الفروسية، وقوة الشجاعة، حيث لم تتوقف إجابتهم الصارخ على أن يكونوا على تمام الأهبة، ولا يفي بهذا الغرض إلا أن يقال: رأيتهم بين كذا وكذا، دون أن يقال: رأيتهم بين فريق كذا أو فريق كذا. هذا كلامه.

ولا أرى فرقًا كما زعم؛ لأن المعنى رأيتهم إما بين فريق ملجم مهره، وإما بين فريق سافع مهره، والمبادرة المذكورة مفهومة أيضًا. والصريخ: صوت المستصرخ والصارخ أيضًا، والمناسب هنا الأول، لأن السماع يتعلق بالأصوات.

ووقع في "الكشاف":

قوم إذا نقع الصَّريخ رأيتهم

قال الطيبي: النقيع الصراخ، ونقع الصوت واستنقع، أي: ارتفع،

<<  <  ج: ص:  >  >>