للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحقاف الإسبيلي في «شرح الجمل الزجاجية»: زعم بعض النحويين أنها – أي: الحروف المشبهة بالفعل – يجوز فيها أن تنصب الاسم والخبر معًا, وممن ذهب إلى ذلك ابن سلام في «طبقات الشعراء» وزعم أنها لغة, واستدل على ذلك بقول عمر ابن أبي ربيعة: إذا اسود جنح الليل فلتأت .. البيت, فنصب الحراس والأسد بإن, وكذلك قول الآخر:

إن العجوز جنة جروزا ... تأكل كل ليلة قفيزا

فنصب بإن العجوز, وجنة جروزًا, وكذلك قول أبي نخيله العماني

كأن أذنيه إذ تشوفا ... قادمة أو قلما محرفا

وزعم الفراء أن ذلك لا يجوز إلا في «ليت» واستدل على ذلك بقوله:

يا ليت أيام الصبا رواجعا

فنصب أيام الصبا ورواجعا بليت, ولا حجة في شيء من ذلك عندنا.

أما قوله: إن حراسنا أسدا, فالخبر محذوف, والتقدير: تجدهم أسدًا, أو تلقاهم أسدًا, وكذلك قوله:

يا ليت أيام الصبا رواجعا

كأنه قال: أقبلت رواجعًا, وخبر هذه الحروف يجوز حذفه إذا فهم المعنى,

<<  <  ج: ص:  >  >>