للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصدره:

ألا ربَّ يوم صالحٍ لك منهما

وهو من معبقة امرئ القيس، وقد لخص المصنف كلام أبي حيان في "شرح التسهيل" وجميع ما ذكره في "ولاسيما" منه، قال ناظر الجيش: وأما بيت امرئ القيس فتخرج رواياته علي ما تقدم من التقرير، والرفع فيه قوي أيضاً، لأن "ما" لم تقع فيه على العاقل، ولم تقصر الصلة، بل طالت بذكر "دارة جلجل" وجوز المصنف فيه – يعني: ابن مالك – نصيب "يوماً" علي الظرف، وجعله صلة لما، قال: وبدارة جلجل صفة لـ "يوماً"، أو متعلق به، لما فيه من معنى الاستقرار، قال: فإن "ما" المذكورة قد توصل بظرف، كقولك: يعجبني الاعتكاف، لاسيما عند الكعبة، والتهجد لاسيما إذا قرب الصبح، ومنه قول الشاعر:

يسرُّ الكريم الحمد لاسيما لدى ... شهادة من في خيره يتقلَّب

وأما الوصل بجملة فعليه، فكقولك: يعجبني كلامك لاسيما تعظ به، ومنه قول الآخر:

فق النّاس ف الخير لاسيمَّا ... بنيلك من ذي الجلال الرِّضى

انتهى. وضمير "منهما" في البيت راجع إلي امرأتين في بيت قبله، وقد شرحنا تسعة أبيات مع البيت الشاهد، وبسطنا الكلام عليها في الشاهد الرابع والأربعين بعد المائتين من شواهد الرضي، ولكن ينبغي أن نذكر هنا خبر يوم دارة جلجل، وهو بضم الجيمين، قال أبو عبيدة البكري في "معجم ما استعجم":

<<  <  ج: ص:  >  >>