للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عبيدة: دارة جلجل: موضع بديار كندة، وقال أبو الفرج: قال الكلبي: هو عين عند كندة. انتهي. والمشهور أنه اسم غدير، قال ابن الأنباري في شرح معلقة امرئ القيس كان من حديثه على ما حدث به ابن وألان عن أبي شقفل رواية الفرزدق أنه قال: لم أر أروى من الفرزدق لأخبار امرئ القيس وأشعاره، وخرجنا يوماً إلي المربد بعقب طش قد وقع، واتصل به خبر نسوة أشراف قد خرجن إلي منتزه لهنً، فقال: سر بنا، حتى قرب من مجتمعهن. فخلفني وصار إليهنَّ، فلما رأينه قلن: قد عملنا أنا لن نفوتك، فلم يزل يومه الأطول يحدثهنَّ ويفاكههنَّ وينشدهن إلي أن وَّلى النهار، ثم انصرف إليَّ، فقال: سر بنا فلم أر يوماً قط أشبه بيوم دارة جلجل من يومنا هذا، ثم أنشأ يحدث حديث يوم دارة جلجل، فقال: حدثني الثقة أن حيَّ امرئ القيس تحمَّلوا، وهو يومئذ شابً حديث السن، يهوى ابنة عّمٍ له يقال لها: فاطمة، ويكني عنها بعنيزة، وتخلف النساء وفيهن فاطمة، وارتحل امرؤ القيس ليرى الحيُّ مسيرة إلي أن نأى عن الحيِّ، فأخفى المسير وارتحل النساء بعدهم فمررن علي الغدير ولا يدربن أن وراءهن أحداً فنزلن، وعند الغدير شجرة، فأنخن إبلهنً إلي تلك الشجرة، ونزعن ثيابهنً فدخلن الغدير، وجاء امرؤ القيس فأخذ ثيابهنً، وقال: لا تأخذ امرأة منكن ثيابها حتى تخرج كما هي، فناشدته الله وطلبن إليه، حتى طال يومهن وخشين أن يفوتهن المنزل، فجعلن يخرجن واحدة واحدة حتى بلغ إلي فاطمة، فرآها واستمتع بالنظر إليها، ثم قلن له: قد اتعبتنا فاجلس، فجلس ينشدهنَّ ويحدثهنَّ ويشرب من شراب كان معه، فقالت إحداهنَّ: أطعمنا لحماً، فقام إلي مطيته فنحرها وأطعمهن من لحمها، وشرب حتى انتشى، حتى إذا أرادوا الرواح قالت امرأة منهنً: أتدعن امرأ القيس يهلك؟ فقالت فاطمة: فكّكن رحله واحملنه معكنَّ، وأنا أحمله معي في هودجي، ففعلن، فجعل يميل رأسه إليها فيقبلها، وجعل هودجها

<<  <  ج: ص:  >  >>