للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني يطلبه فاعلاً، فأعمل الثاني لقربه، وأضمر للثاني، وحذف، لأنه فضلة. وقوله: للان: جواب "لو"، والمعنى: لو أن الذي عالجت به لين فؤاد الكاشح استلنت به الجندل للان، فلم يؤثر، بل قسا واشتد أكثر مما كان قبل.

وقلنا: أستلين، بالبناء للفاعل، لمناسبة "عالجت" ليكون على أسلوب واحد، وهو التكلم، وزعم الشارح أنه بالبناء للمفعول، قال: والجندل: الحجارة، مرفوع باستلين على أنه النائب عن الفاعل، وللان جواب "لو"، وفاعله ضمير يعود إلى الجندل، هذا كلامه، وتبعه من بعده، ولم يتنبه أن هذا من باب التنازع، و"ما" ترسم منفصلة عن "أن" لأنها اسم، ولو كانت حرفاً تكف عن عمل "أن"، لاتصلت بها، وفتحة همزة "أن" منقولة إلى واو لو ليتحد وزن المصراعين، ولو قرئ بسكون الواو وفتح الهمزة، لكان المصراع الأول من بحر الطويل، والثاني من بحر الكامل، وهذا غير جائز.

والبيت من قصيدة، عدتها اثنان وأربعون بيتاً للأحوص بن محمد الأنصاري، مدح بها عمر بن عبد العزيز، وهذا أولها:

يا بيت عاتكة الذي أتعزل ... خوف العدى وبه الفؤاد موكل

هل عيشنا بك في زمانك راجع ... فلقد تفحش بعدك المتعلل

أصبحت أمنحك الصدود وإنني ... قسماً إليك مع الصدود لأميل

فصددت عنك وما صددت لبغضة ... أخشى مقالة كاشح لا يعقل

ولو أن ما عالجت لين فؤاده ... فقسا استلين به للان الجندل

ولئن صددت لأنت لولا رقبتي ... أشهى من اللائي أزور وأدخل

وتجبني بيت الحبيب أحبه ... أرضي البغيض به حديث معضل

إن الشباب وعيشنا اللذ الذي ... كنا به زمناً نسر ونجذل

<<  <  ج: ص:  >  >>