والمصران: كوفة والبصرة، وقتيل: فاعل أورث، وأراد به مصعب بن الزبير، ودير الجاثليق: موضع على شاطئ نهر دجيل، من أرض مسكن، بكسر الكاف، من بلاد العراق، وكان مصعب قتل هنا في سنة إحدى وسبعين من الهجرة، وكان عبد الملك قد سار بجنوده من الشام، وسار مصعب بجنوده من الكوفة، فالتقيا بدير الجاثليق، وفاعل تولى: ضمير مصعب، أي: باشر قتالهم بنفسه، والمارقين: الخوارج، سمى عبد الملك وعسكره الخوارج، وأسلمه، أي: خذله، وتخلى عنه. والمبعد: بضم الميم وفتح العين: أراد به الأجنبي الذي ليست له قرابة، والحميم: القريب الذي يهمه أمره.
وقوله:"فما قاتلت في الله" إلى آخره، أي: لم تقاتل بكر بن وائل مصعباً جهاداً في سبيل الله، وإنما قاتلته للدنيا، وكانت تغلب بن وائل ممن أبلى في محاربة مصعب مع عبد الملك، وتغلب من ربيعة، واللقاء: الحرب، وكانت تميم مع مصعب، وكان مصعب جمع الشجاعة والجود والجمال، وبذلك له عبد الملك الأمان، وجعل له بعد ذلك حكمه، فقال به ابنه عيسى: اقبل ما بذله لك، فقال: لا والله لا تتحدث عني نساء قريش على مغازلها أني هبت الموت، ولكن اذهب أنت حيث شئت، فقال عيسى: لا والله لا يتحدث الناس عني أني أسلمت أبي ضناً عليه بنفسي، حتى قتل، وتمثل مصعب بقول القائل:
فإن الألى بالطف من آل هاشم ... تأسوا فسنوا للكرام التآسيا
وقاتل حتى قتل.
وعبد الله بن قيس الرقيات: شاعر قرشي ينتهي نسبه إلى عامر بن لؤي بن غالب، قال أبو علي: قيس هو الملقب بالرقيات لا اختلاف في ذلك، قلب به لأن له جدات