للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت فضيلًا كان شيئًا ملففَّا ... فكشفه التمَّحيّص حتى بدا ليا

أإنَّت أخي مالم تكن لي حاجة ... فإنَّ عرضت أيقنت إنَّ لا أخاليا

فلا زاد ما بيني وبينك بعد ما .. بلوتك في الحاجات إلاَّ تماديا

فلست براء عيب ذي الود كلَّه ... ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيًا

فعين الرَّضا عن كلَّ عيب كلّيلة ... ولكنَّ عين السّخط تبدي المساويا

كلأنَّا غني عن أخيه حيّاته ... البيت

قال المبرد: قوله: كان شيئًا ملففًا، يقول: كان أمره مغطى، والتمحيّص: الإختبار، يقال: أدخلت الذهب النار فمحصّته، أي: خرج عنه مالم يكن منه، وخلص الذهب. وقله: أأنت أخي .. إلخ، تقرير وليس باستفهام، ولكن معناه: إني قد بلوتك تُظهر الإخاء، فإذا بدت لي الحاجة لم أر من إخائك شيئًا، وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: ثلاثة لا يعرفون إلاَّ في ثلاث: لا يعرف الشجاع إلاَّ في الحرّب، ولا الحليم إلاَّ عند الغضب، ولا الصديق إلاَّ عند الحاجة. انتهى كلّام المبرد، وتركنا منه مالا يتعلق بالشعر.

وكتب إلاَّمام مغلطاي في هامش النسخة: قوله رأيت فضيلًا، قال أبو نعيم في ((تاريخ أصبهإنَّ)): فضيل بن السائب ابن الأقرع الثقفي الَّذي قال فيه عبد الله ابن معاوية بن عبد الله بن جعفر:

رأيت فضيلًا كان شيئًا ملفقًا.

وذكر هذه إلاَّبيات. انتهى. وكتب أيضًا عند البيت الثاني قال جرير يجيب الفرزدق:

فأنت أخي مالم تكن لي حاجة .. فإنَّ عرضت فإنَّني لا أخا ليا

وفي ((اللآلي)) قال جرير لجده الخطفى، وقسم ماله على ولده، وقصر

<<  <  ج: ص:  >  >>