وكذا أورده أبو حيان في "تذكرته" وكذا أنشده الخبيصي في "التوشيح" شرح "الكافية" قال الكرماني شراح أبياته: يقال فككت الشيء: خلصته، والغل بالضم: واحد الأغلال، يقال: في رقبته غل من حديد، ومرو: اسم بلد معروف، والشاهجان: معرب الشاهان، يعني مرو الملوك، وإنما أضيف إليهم، لأنهم كانوا يسكنونها؛ يصف قوماً كانوا أطلقوه من الأسر، وأعانوه على الأمور، وجعلهم بمنزلة جناحه، وشبههم به، لأنه يحمل صاحب على التصرف، وتمكنه منه. انتهى كلامه.
وقال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم": مرو: مدينة بفارس، ومرو الروذ والشاهجان، بكسر الهاء، من بلاد فارس أيضاً، والمرو بالفارسية: المرج، والشاه: الملك، وجان: النفس، فمعنى مرو الشاهجان: مرج نفس الملك، والروذ: الوادي، ومعناه: وادي المرج، لأن إضافتهم مقلوبة، أومرج الوادي على الإضافة الصحيحة. انتهى. وقوله: المرو بالفارسية: المرج، إنما لفظه بالفارسية "مرغ" بالغين المعجمة. ولعل مرو بمعناها في لغة الفرس القديمة المهجورة الاستعمال.
وقد راجعت أشعار الهذليين الذي جمعه السكري، فلم أجد فيه هذا البيت فضلاً عن تتمته، واسم قائله، والله أعلم. ولم يقف أحد على المصراع الثاني من هذا البيت، من خدمة هذا الكتاب، حتى قال ابن الملا الحلبي في شرحه: وإلى الآن لم أقف له على تتمة، فلا أدري أهو صدر بيت أم عجزه. انتهى.