لتقارب معنييهما، لأن "عن" يكون لما عدا الشيء وتجاوزه، و"بعد" لما تبعه وعاقبه، فإذا جاء الشيء فقد عدا وقته وتجاوزه. انتهى.
وهذا التأويل سائغ في:
قرّبا مربط النَّعامة منّي ... لقحت حرب وائلٍ عن حيال
وفي:
لئن منيت بنا عن غبِّ معركةٍ ... لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل
أي: ننتفي. وقال بعض شيوخنا في قوله:
ويضحى فتيت المسك فوق فراشها
نوؤم الضُّخى لم تنتطق عن تفضُّل
الذي يظهر أن الانتطاق لما كان بعد التفضل، صار شبيهًا بما يكون مسببًا عنه، وكذا الكلام في قوله:
ومنهلٍ وردته عن منهل
انتهى. والبيت من شواهد "أدب الكاتب" ومنه أخذ المصنف، قال شارحه الحواليقي: هو للعجاج، وبعده:
قفرين هذا ثمَّ ذا لم يؤهل
يريد: رب! مورد وردته بعد آخر نزلته، قفرين لم يردهما أحد خاليين،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute