للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسمو الرجال بآباءٍ وآونةً ... تسمو الرجال بأبناء وتزدان

ولم أقصِّر بشيبان التي بلغت ... بها المبالغ أعراقٌ وأغصان

لله شيبان قومًا لا يشوبهم ... روعٌ إذا الرَّوع شابت منه ولدان

لا يرهبون إذا الأبطال أرهبهم ... يومٌ عصيبٌ وهم في السِّلم رهبان

إذا رأيتهم أيقنت أنَّهم ... للدِّين والملك أعلامٌ وأركان

إلى أن قال في مدحهم:

أفنوا عداهم وأقنوا من يؤمِّلهم ... ففي الصُّدور لهم شكرٌ وأضغان

لكن أبو الصَّقر بدءٌ عند ذكرهم ... وسادة النّاس أبداءٌ وثنيان

فردٌ جميعٌ يراه كلُّ ذي بصرٍ ... كأنَّه الناس طرّاً وهو إنسان

ومنها يفضله على من تقدمه من الوزراء:

يفديه من فيه عن مقدار فديته ... عند المفاداة تقصيرٌ ونقصان

قومٌ كأنِّهم موتى إذا مدحوا ... وما كسوا من حبير الشِّعر أكفان

ثوابهم أن يمنُّوا مستثيبهم ... وهل يثيب على الأعمال أوثان

لله مختاره ما كان أعلمه ... بكلِّ ما فيه للرَّحمن رضوان

ما اختار إلَّا امرأً أضحت فضائله ... يثنى عليه بها راضٍ وغضبان

رأى أبا الصَّقر فردًا في شهامته ... فاختار من فيه للمختار قنعان

من لا يزال لديه في مذاهبه ... بين الرّشاد وبين الغيِّ فرقان

وللموفَّق تبصيرٌ يبصِّره ... بالحظِّ والناس طرّا عنه عميان

<<  <  ج: ص:  >  >>