للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو نواس هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصَّبَّاح الحكمي، نسبة إلى الحكم- بفتحتين- ابن سعد العشيرة، وهي قبيلة باليمن، منها الجرّاح بن عبد الله الحكمي أمير خراسان، وكان جدُّ أبي نواس من مواليه، وإنما قيل له: أبو نواس لذؤابتين كانتا له تنوسان على عاتقه. والذُّؤابة: بهمزة بعد الذال المضمومة، وهي الضفيرة من الشعر إذا كانت مرسلة، فإن كانت ملويّة فهي عقيصة، والذُّؤابة: طرف العمامة، وناس ينوس نوسًا: إذا تدلّى وتحرك، والعاتق: ما بين المنكبين والعنق، وهو موضع الرداء، وقيل: إن خلفًا الأحمر كان له [ولاء] في اليمن، وكان أميل الناس إلى أبي نواس، فقال له يومًا: أنت من اليمن، فتكنّ باسم ملك من ملوكهم الأذواء، فاختار ذا نواس، فكنّاه أبا نواس، بحذف صدره، وغلبت عليه.

ومولده بالبصرة سنة خمس وأربعين ومائة، وقيل: ست وثلاثين ومائة. ومات ببغداد سنة خمس وتسعين ومائة، وقيل: سنة ست، وقيل سنة: ثمان، ونشأ بالبصرة، ثم خرج إلى الكوفة، وقيل: ولد بالأهواز، وقيل: بكورة من كور خوزستان سنة إحدى وأربعين ومائة، ونقل منها وعمره سنتان إلى البصرة، وأمه أوازية، اسمها جلبَّان، وكان أبوه من أهل دمشق من جند مروان الحمار، انتقل إلى الأهواز للرّباط فتزوجها.

وقدم أبو نواس بغداد مع والبة بن الحباب الشاعر، وبه تخرّج، وعرض القرآن على يقوب الحضرمي، وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة، ومدح الخلفاء والوزراء، وكان في الشعر من الطبقة الأولى من المولدين. قال أبو عبيدة: أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين وشعره عشرة أنواع، وهو مجيد في الجميع، ومازال العلماء والأشراف يروون شعره، ويتفكهون به، ويفضلونه

<<  <  ج: ص:  >  >>