للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظرنا نار جعدة هل نراها ... أبعد غال ضوءك أم همود

لحب الواقدان إلى موسى ... وجعدة لو أضاءهما الوقود

تعرضت الهموم لنا فقالت ... جعادة أي مرتحل تريد

فقلت لها الخليفة غير شك ... هو المهدي والحكم الرشيد

أود: بضم الهمزة، والإياد بالكسر: هما موضعان بالحزن في بلاد نبي يربوع، وغال، بالمعجمة: أتلف وأهلك، والهمود: انطفاء الجمر حتى يصير رمادا، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، يقول: نظرنا إلى نارك يا جعدة، فلم نرها، فلم ندري: أمن بعدها ما ترى، أم هي قريبة، ولكن صار جمرها رمادا.

وقوله: الحب الواقدان .. إلخ، كذا هو في نسختي، وهي نسخة مضبوطة ضبطا صحيحا، واللام في جواب قسم مقدر، تقديره: والله لحب الموقدان، أي: لقد صارا حبيبين، قال ابن يعيش: حب من المضاعف الذي عينه ولامه من باب واحد، وفيه لغتان: حب وأحب، والثاني أكثر في الاستعمال، وأما حب فوزنه فعل بفتح العين، فإذا أريد به المدح نقل إلى فعل، فيقول: حب زيد، أي صار محبوبا، قال الشاعر:

هجرت غضوب وحب من يتجنب

انتهى. وحب هنا يجوز فيه فتح أوله وضمه، أصلها: حبب: بضم العين بالتحويل من المفتوح العين إلى المضمومها للمدح والتعجب، فإن نقلت حركة العين إلى الفاء، بعد حذف حركتها، صارت حب بضم أوله، وإن حذفت ضمة العين،

<<  <  ج: ص:  >  >>