للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفسر الدماميني والسيوطي ترمينني بتشرين إلي، وتعقبه ابن الحنبلي وقال: الطرف نظر العين، أي: وترمينني بالطرف كأنه سهم، فكثيرًا ما يستعار السهم لطرف العين، كما قال الشافعي:

خذوا بدمي هذا الغزال فإنَّه ... رماني بسهمي مقلتيه على عمد

وقال: أي: أنت مذنب، على التفسير، لأن الرمي بالشيء قد يكون عن عمد، وقد لا يكون عنه، والمراد الأول، لكون المرمي ذا ذنب، ولو في ظن الرامي، والإشارة، وإن كانت، قد تكون بالطرف كما قال:

أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارة محزون ولم تتكلَّم

وقلنا: إن الرمي به بهذا المعنى يستلزم الإشارة به، فالأولى أن لا تكون الإشارة مقصودة للشاعر منه، وإن لبست معنى ترمينني وحده، ولا لازمه، بل لازم مجموع ترمينني بالطرف. هذا ما قرره.

والحاصل: أن "أي" تفسر الجملة وغيرها، وهي أعم من "أن" لأنه يفسر بها المفرد والجملة، والقول الصريح وغيره. تقول: رأيت غضنفرًا أي: أسدًا، وأمرت زيدًا؛ أي: اضرب، وقلت له قولًا؛ أي: عبد الله منطلق، وخرج زيد بسيفه، أي: خرج وسيفه معه.

وإنما يحتاج إلى التفسير إذا كان في الكلام غرابة أو إبهام، أو حذف شيء، أو ما بعدها عطف بيان على ما قبلها، أو بدل منه، وهذا إنما هو في تفسير المفرد. وأما إذا فسرت جملة كما في البيت؛ فلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>