للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب الكوفيون والمبرد إلى أنها حرف عطف إذا فسرت مفردًا. ورد عليهم بأنها تفسر الضمير المرفوع المتصل بلا تأكيد ولا فصل، وتفسر الضمير المجرور بلا إعادة الجار، ولو كان ما بعدها معطوفًا بها، لم يستقم الأول بدون تأكيد أو فاصل، ولا الثاني بدون إعادة الجار.

وقال أبو حيان في "الارتشاف": والصحيح أنها حرف تفسير، يتبع بعدها الأجلى للأخفى عطف بيان، يوافق في التعريف والتنكير ما قبله. انتهى.

وقوله: وترمينني خطاب لامرأة، والياء الأولى ضمير خطاب فاعل ترمي، والياء الثانية: ضمير المتكلم مفعول، والنون الأولى علامة الرفع لا تحذف إلا في الجزم والنصب، والنون الثانية: نون الوقاية قال الزمخشري في "الأسا": رماه بالطرف والفاحشة.

والطرف: العين، ولا يجمع، لأنه في الأصل مصدر، وقيل: هو اسم جامع للبصر، لا يثنى ولا يجمع. وقيل: هو نظر العين.

وقوله. وتقلينني. هو من القلى، قال ابن الشجري في "أماليه": القلى .. البغض، مكسور مقصور، وقد صرفت العرب منه مثالين: قلاه يقليه، مثل: رماه يرميه، وقليه يقلاه، مثل: رضيه يرضاه، وهو من الياء، بدليل يقلي، ولو كان من الواو كان يقلو. وأنشدرا في يقلي: وترميني بالطرف .. البيت، وفي التنزيل: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) [الضحى/ ٣] وروى أبو الفتح لغة ثالثة: قلاه يقلوه قلاء، مثل: رجاه يرجوه رجاء:

إن تقل بعد الودِّ أمُّ محلِّم ... فسيَّان عندي ودُّها وقلاؤها

انتهى. وفي "القاموس": قلاه، كرماه ورضيه، قلىِّ وقلاءً ومقليةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>