للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما برحت نفسٌ حسودٌ حشيتَها ... تذيبك حتى قيل هل أنت مُكتوي

وقال النَّطاسيون إنك مشعرٌ ... سُلالًا ألا بل أنت من حسدٍ جَوي

فديت أمرءًا لم يدو للنأي عهدهُ ... وعهدكَ من قبل التنائي هو الدَّوِي

جمعت وفحشًا غيبةً ونميمةً ... خلالًا ثلاثًا لست عنها بمرعوي

أفحشًا وخبًا واختناءً عن الندى ... كأنَّك أفْعى كُديةٍ فرَّ محجوي

فيدحُو بك الدَّاحي إلى كل سوأةٍ ... فياشرَّ من يدحوا بأطيش مدحوي

أتجمع تسألَ الأخلاء ما لهُمْ ... ومالكَ من دونِ الأخلاءِ تحتوْي

بدا منكَ غشٌ طالما قد كتمتهُ ... كما كتمت داء ابنها أمُّ مُدَّوِي

هذا آخرها وتركنا منها بيتين حرفهما الكاتب.

قوله: أن صدرك لك دوي، هو وصف من دوي صدره دوَى كفرح فرحًا: إذا انطوى على حقد، والأري كفلس: العسلُ، وتفاوض: مضارع فاوضه: إذا أظهر له أمره، وطوى كشحه على فلان: إذا أعرض عنه، وبين عينك مرفوع مبتدأ، ومنزوي خبره، وانزوت الجلدة: تجمّعت وانقبضت، وانطوى إليه: لجأ، وانضم إليه، وانعوى: انعطف مطاوع عواه: عطفه، واجتواه بالجيم: كرهه، وأن تنأى: أن تبعد، ومنتوي: عازم، وقوله: بك مقتوي بفتح الميم: الخادم، نسبة إلى مقتة بالفتح والقصر وهو مصدر قتا يقتو قتوًا ومقتىً، أي خدَم،

وقوله: وكم موطن لولاي طحت، بضم الطاء وكسرها، لأنَّ مضارعه يطوح ويطيح: إذا هلك، والأجرام جمع جرم بالكسر وهو الجسد، كأنه جعل كل عضو جرمًا، وقيل: الجمع جرم بالضم وهو الذنب، ومنهوي: الهاوي. وقد شرحنا هذا البيت في الشاهد الثالث والتسعين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي، والندى: الجود، والمولى: ابن العم، وعاتم: بطيء، يقال: عمّ بالعين المعملة والمثناة من باب

<<  <  ج: ص:  >  >>