أي: حملنا حملة، وشددت هذه غير متعدية، وإذا أريد تعديها وصلت بعلى قال:
أشدُّ على الكتيبة لا أبالي ... احتفي كان فيها أم سواها
انتهى. وأراد بالتعدي التعدي بحرف الجر، لا التعدي بنفسه، قال الأزهري في "التهذيب": قال ابن المظفر: الشد: الحمل، تقول: شد عليه في القتال، وشددت الشيء أشده شدًا: إذا أوثقته. انتهى. ويجوز أن يكون ما في البيت من المتعدي بنفسه، ويكون الإغارة مفعولًا به، كما يكون الإعراب كذا في رواية "شنوا الإغارة" قال "الأزهري": شن عليهم الغارة، أي: فرقها، وقد شن الماء على شرابه، أي: فرقه عليه. انتهى. والمراد بالغارة: الخيل المغيرة على العدو من هنا ومن هنا، قال صاحب "المصباح": وأغار الفرس إغارة، والاسم: الغارة، مثل: أطاع إطاعة، والاسم الطاعة؛ إذا أسرع في العدو، وأغار القوم إغارة: أسرعوا في السير، ثم أطلقت الغارة على الخيل المغيرة، وشنوا الغارة، أي: فرقوا الخيل. انتهى.
والبيت آخر أبيات ثمانية أوردها أبو تمام في أول "حماسته" لقريط بن أنيف العنبري، تقدم بيتان منها في الإنشاد العشرين، وهو شكاية من قومه لتقاعدهم عن نصرته، وتخليص إبله ممن أغار عليها من ذهل بن شيبان وقبله:
لكنَّ قومي وإن كانوا ذوي عدد ... ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإن هانا