محذوف، أي: هو عار، وعظيم صفته، والجملة دليل جواب إذا، ومعنى البيت من قوله سبحانه وتعالى:(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ)[البقرة/ ٤٤] والبيت وجد في عدة قصائد، ومن ثم اختلف في قائله، فسيبويه نسبه إلى الأخطل، ولم أره في شعره، ونسبه أبو عبيد القاسم ابن سلام في "أمثاله" والأمدي في "المؤتلف والمختلف" والأصبهاني في "الأغاني" إلى المتوكل بن عبد الله الليثي الكناني، وكذلك الزمخشري نسبه إليه في أمثاله، وأنشد قبله هذين البيتين:
ابدأ بنفسك فانهها عن غيرها ... إذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك تعدل إن وعظت ويقتدى ... بالقول منك وينفع التعليم
والمتوكل الليثي من شعراء الإسلام. وهو من أهل الكوفة، ومدح معاوية وابنه يزيد، وقال اللخمي في شرح أبيات "الجمل": الصحيح أنه لأبي الأسود الدؤلي، فإن صح ما ذكره أنه للمتوكل، فإنما أخذ البيت من شعر أبي الأسود، والشعراء كثيراً ما تفعل ذلك. وأولها:
حسدوا الفتى أن لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً: إنه لدميم
وهي طويلة أوردناها في الشاهد الواحد والسبعين بعد الستمائة من شواهد الرضي وترجمة أبي الأسود تقدمت في الإنشاد السابع والعشرين بعد الثلاثمائة.