للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصبيّ. انتهى. والأفنان جمع فنن بفتحتين: وأراد بها ذوائب شعره على سبيل الاستعارة، والثغام بفتح المثلثة والغين المعجمة، قال الدينوري في كتاب "النبات": أخبرني بعض الأعراب قال: تنبت الثغامة خيوطًا طوالًا دِقاقًا من أصل واحد، وإذا جفّت ابيضّت كلّها، وهو مرعى تعلفه الخيل، وإذا أمحل الثغام كان أشدّ ما يكون بياضًا، ويشبّه به الشيب قال حسّان:

إمَّا تَرَىْ رَأسي تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ... شَمطًا فَأَصْبَحَ كَالثَّغَامِ المُمْحِلِ

وإذا كان الثغام مخلسًا شبّه به الشعر الشميط، وهو الذي اختلط بياضه بالسواد، والخليس من النبات: الذي ينبت الأخضر منه في خلال يبسه، قال المرار الفقعسي:

أَعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ ... البيت

أي: بعد ما شمطت، والرأس الشميط: الذي نصفه أبيض، ونصفه أسود. انتهى. والهمزة للتوبيخ خاطب نفسه، وقال: أتعلق أم الوليد وتحبها وقد كبرت وشبت، كما قال العجاج:

أَطَرَبًا وَأَنْتَ قِنِّسْرِي

وقال الأسود أبو محمد الأعرابيّ: ليس الشاعر موبخًا نفسه، وإنما يحكي مّنْ عذله من أصحابه يوضحه قوله:

فَتَهَامَسُوا دُونِي أشَوْقٌ هَاجَهُ ... وَهْنًا فَقَالَ مُعَالِنٌ لَمْ يَهْمِسِ

أَعَلَاقَةً .. ألبيت، فالقول لمعالن لم يهمس، وليس يقوله الشاعر لنفسه، وتقدَّمت ترجمته في الإنشاد الثامن بعد الخمسمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>