للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخواتها، إلاَّ "ذا" وحدها إذا كان قبلها ما، فلمّا كانت ذا لا تكون بمنزلة الذي حتى يكون قبلها ما، لم يجز أن تكون "ما" زائدة إذا كان إخراجها من الكلام يبطل المعنى المقصود بذا. إلى هنا كلام السيرافي.

وقال أبو علي في "الحجة": كأنه قال: دعي شيئًا علمت، ألا ترى أنَّك لو لم تجعلها اسمًا واحدًا لجعلت "ما" استفهامًا ولاي جوز وقوع "دعي" ونحوه من الأفعال قبل الاستفهام، ولا يعلق عنه. انتهى. وكذا قال في "المسائل المنثورة" ونقلنا كلامه وكلام غيره في الشاهد الرابع والأربعين بعد الأربعمائة من شواهد الرضي.

والتاء من علمتِ مكسورة: خطاب لامرأة، فإن كانت مضمومة فلا استفهام إذ المعنى دعي ما علمته أنا، وخبريني ما جهلته.

والبيت من أبيات سيبويه الخمسين التي لم يعرف أصحابها، وزعم العيني، وتبعه السيوطي أنه من قصيدة للمثقب العبدي التي مطلعها:

أفاطِمُ قبلَ بينكِ متِّعيني ... ومنعُكِ مَا سألتُ كأنْ تَبِيني

وهذا لا أصل له، وإن كان الروي والوزن متفقين، فإنَّ قصيدة المثقب قد رواها جماعة منهم المفضل الضبي في "المفضليات"، ومنهم أبو علي القالي في "أماليه" وفي "ذيل أماليه" وليس هذا البيت فيها، ولم يعزه أحد من خدمة كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>