للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رج: فعل أمر من الترجية, والفتى مفعوله, والسن: مقدار العمر, أي: على زيادة السن, ويزيد يكون لازمًا كقولك: زاد المال, ويكون متعديًا لمفعولين, فإن اعتبر هنا لازمًا, كان خيرًا تمييزًا مقدمًا للضرورة, وإن اعتبر متعديًا, كان مفعوله الأول محذوفًا, وخيرًا مفعوله الثاني, والتقدير: لا يزال يزيد خيره خيرًا.

وقد وقع في خط بعض الفضلاء: زاد متعديًا لمفعولين, فكتب بعض حساده: زاد فعل لازم, كقولك: زاد المال, وتعديته إلى مفعولين لا يوجد في اللغة, فلما اطلع عليه كتب تحته: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} [البقرة / ١٠].

وإن بعد ما زائدة, قال سيبويه: وقد تلغى «إن» مع ما, إذا كانت اسمًا وكانت حينًا, وقال الشاعر:

ورج الفتى للخير ما إن رأيته ... البيت

قال أبو علي في تعليقته على كتاب سيبويه: قوله: ما إن رأيته, إن: لغو: وما مع الفعل بمنزلة المصدر, فهو في تقدير: وجه رؤيتك إياه, أي: وقت رؤيتك إياه, فحذف المضاف, وأقام المضاف إليه مقامه, فهذا عندي مثل: مقدم الحاجو وخفوق النجم, وغيرها من المصادر المقامة مقام الظروف الزمانية. فأما زيادة إن معها, وهي بمعنى المصدر, فقليل جدًا, إنما تزاد مع ما إذا كانت للنفي, نحو ما إن زيد منطلق, فكأن هذا الشاعر شبه التي مع الفعل بمعنى المصدر بالنافية لاتفاقهما في اللفظ, انتهى.

ومثله للسيرافي, قال: وقد تدخل إن المكسورة على ما إذا استعملت اسمًا في معنى الحين, وذلك أنك تقول: انتظرني ما جلس القاضي, تريد: زمان

<<  <  ج: ص:  >  >>