للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرواية التي نسبها الأخفش إلى أبي حاتم نسبها المحقق الرضي إلى الخليل, نقل أن الخليل قال: أصل «لن»: لا أن, كما جاءت على أصلها في قوله:

يرجي المرء مالا إن يلاقي .. البيت

وقوله: فإن أمسك, يريد: عن الحرب ونحوها, فإنه يقال: أمسكت عن الأمر, إذا كففت عنه, يقول: إن امتنعت عن إلقاء نفسي في المهالك والمتاعب فلا عجب, فإن المعيشة لذيذة عندي كالعسل المشوب بالماء, وإنما قيد العسل بالمشوب, لأن العسل لشدة حلاوته له سورة وحدة تؤذي, فإذا مزج بالماء اعتدلت حلاوته ولذ شربه, ويقال: شابه, أي: خلطه, مثل شوب اللبن بالماء, وقوله: يرجي المرء, في النسخ الثلاث: «يرجي العبد» وهو عبد الخلقة.

وهذا البيت تعليل لإمساكه عن المشتاق, فإن الإنسان وإن اجتهد بكل حيلة لم ينل جميع ما يرومه «ما كل ما يتمنى المرء يدركه» ويرجي: مبالغة يرجو, أي: يأمل, وقد حذف العائد إلى ما الموصولة من قوله: لا يلاقي, على رواية الأخفش, والأصل: لا يلاقيه, وما واقعة على الأمور التي تطلبها النفس, وتعرض, أي: تحول, من عرضت له بسوء أي تعرضت, من باب ضرب, وباب تعب لغة, تقول: سرت فعرض لي في الطريق من جبل ونحوه, أي: حائل ومانع يمنع من المضي, ويجوز أن يكون من عرض له أمر, أي: ظهر, من باب ضرب أيضًا, ويجوز أن يكون: تعرض بضم الراء, من عرض الشيء بالضم عرضًا – كعنب – وعراضة بالفتح: اتسع عرضه وتباعد حاشيتاه, ودون هنا: بمعنى أمام, وأدناه: أقربه, من الدنو وهو القرب, والخطوب:

<<  <  ج: ص:  >  >>