للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعلم أن رواية إن بالكسر هنا ثابتة صحيحة, وهي تزاد بعد ما الموصولة وغيرها, كما تزاد بعد ما النافية, وهو في تغليظه غالط, فقد قال صاحب «الكشاف» والبيضاوي عند قوله تعالى: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} [الأحقاف /٢٦] , إن «إن» صلة, ونظروا الآية الشريفة بهذا البيت, وقال ابن عصفور في كتاب «الضرائر»: ومن زيادة إن المكسورة الهمزة في الضرورة قول الشاعر, وأنشده سيبويه:

ورج الفتى للخير ما إن رأيته .. البيت

فزاد إن بعد ما المصدرية, وليست بنافية تشبيها لها بما النافية, ألا ترى أن المعنى: ورج الفتى للخير مدة رؤيتك إياه لا يزال يزيد خيرًا على السن, لكن لما كان لفظها كلفظ ما النافية, زادها بعدها كما تزاد في ما النافية في نحو قولك: ما إن قام زيد, وقول الآخر, أنشده أبو زيد:

يرجى المرء ما إن لا يلاقي .. البيت

فزاد إن بعد ما لشبهها باللفظ بما النافية, وقول النابغة في إحدى الروايتين:

إلا الأواري لا إن ما أبينها .. البيت

فزاد إن بعد لا لشبهها بما من حيث كانتا المنفي, وزعم الفراء أن لا وإن وما حروف نفي, وأن النابغة جمع بينها على طريق التأكيد, انتهى كلامه.

وتقييده زيادة إن في هذه المواضع بالضرورة يرده الآية الشريفة, وهو مذهب لم يذهب إليه غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>