للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«النوادر» , والتي نقلت منها نسخة صحيحة مضبوطة ضبط إتقان حسنة الخط واضحة الشكل, كتبها علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار الكاتب, وعليها خطوط جلة من العلماء, منها زيد بن الحسن بن زيد الكندي, وهي رواية أبي على الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي عن أبي بكر محمد بن السري ابن السراج النحوي عن الرياشي. وأبي حاتم السجستاني وأبي عمر الجرمي, وأبي عثمان المازني عن أبي زيد بن سعيد بن أوس الأنصاري رحمهم الله تعالى, وهي نسخة قديمة جدًا يزيد تاريخ كتابتها على سبعمائة سنة, وعندي نسختان أخريان منها, إحداهما بخط محمد بن مكرم صاحب «لسان العرب» وخطه جيد مضبوط, والأخرى صحيحة أيضًا بخط قديم, وكلاهما من رواية أبي الحسن الأخفش تلميذ المبرد, وقد حشاها بفوائد, ووقع فيهما «يلاقي» بدل «يراه» قال هنا: وروى أبو حاتم: «ما لا إن يلاقي» قال أبو الحسن: قوله: «يرجي العبد ما إن لا يلاقي» غلط, والصواب: «ما أن لا يلاقي» وأن زائدة, وهي تزاد في الإيجاب مفتوحة, وفي النفي مكسورة, تقول: لما أن جاءني زيد أعطيته, قال الله تعالى: {فلما أن جاء البشير} [يوسف /٩٦] , وتقول في النفي: ما زيد منطلقًا, فإذا زدت «إن» قلت: ما إن زيد منطلق, «فإن» كافة لما عن العمل, ونظير هذا قولك: إن زيدًا منطلق, ثم تقول: إنما زيد منطلق, فكفت ما الزائدة إن كما كفت إن ما النافية. وهذا تمثيل الخليل, فلما قال: «ما إن لا يلاقي» فنظر إلى «ما» الذي روى هذه الرواية, ظنها النافية, وهو بمعنى الذي, فلا تكون «أن» بعدها إلا مفتوحة, ورواية أبي حاتم: «مالا إن يلاقي» صحيحة, لأن «لا» في النفي بمنزلة ما, وإن كانت إن ليست تكاد تزاد بعد لا, انتهى كلامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>