للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الصلابة، لأن الصخرة عندهم كلما كان أظهر للشمس والريح كان أصلب وقال بعض من فسره من المحدثين: إنما أراد الإفراط، فزعم أنه يرى مقبلًا ومدبرًا في حال واحدة عند الكر والفر لشدة سرعته، واعترض على نفسه فاحتج بما يوجد عيانًا، فمثله بالجلمود المنحدر من قنة الجبل، فإنك ترى ظهره في النصبة على الحال التي ترى فيها بطنه وهو مقبل إليك، ولعل هذا ما مر قط ببال امرئ القيس، ولا خطر في وهمه، ولا وقع في خلده ولا روعه، انتهى.

والمصراع الشاهد قد أنشده سيبويه في أواخر "كتابه" قال: وعل معناها الإتيان من فوق، قال امرؤ القيس: (كجلود صخر حطه السيل من عل) وقال جرير:

حتى اختطفتك يا فرزدق من عل

انتهى. قال الأعلم في شرحه: يريد أن معنى "عل" معنى "فوق" وأن الجر دخله لأن قدره نكرة غير مضاف إلى شيء في النية، وبناؤه على الضم أكثر لتضمه معنى الإضافة كقبل وبعد، انتهى.

وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاد الرابع من أول الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>