للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

قيَّد الحسن عليه الحدقا

والهيكل قال ابن دريد: هو الفرس العظيم الجرم. وهاذ البيت موجود في شعر علقمة الفحل وهو عصريه ومشاعره، والله أعلم، وقوله: مكر مفر، بكسر ميمهما وجرهما، أي: جواد صالح للكر والفر، والكر: العطف، يقال: كر فرسه على عدوه، أي: عطفه عليه ومفعل، بكسر الميم، يتضمن مبالغة، كقولهم: فلان مسعر حرب، وفلان مقول ومصقع، وإنما جعلوه متضمنًا مبالغة لأن مفعلًا يكون من أسماء الآلة، فكأنه أداة للكر والفر، وآلة لتسعر الحرب أي: تلهبها، وآلة الكلام، ومقبل ومدبر: اسمًا فاعل من الإقبال والإدبار، والجلمود، بالضم: الصخر العظيم الصلب، والحط: إلقاء الشيء من علو إلى أسفل، ومن عل، أي: من مكان عال، وهذا البيت عدوه من باب الأتساع، قال ابن رشيق في (العمدة): الاتساع: أن يقول الشاعر بيتًا يتسع فيه التأويل، فيأتي كل واحد بمعنى، وإنما يقع ذلك لاحتمال اللفظ وقوته واتساع المعنى، من ذلك قول امرئ القيس: مكر مفر مقبل .. البيت، فإنه أراد أنه يصلح للكر والفر ويحسن مقبلًا ومدبرًا، ثم قال: معًا، أي: جمع ذلك فيه، وشبه في سرعته وشدة جريه وحضره بجلمود حطه السيل من أعلى الجبل، وإذا انحط من عل كان شديد السرعة، فكيف إذا أعانته قوة السيل من ورائه! وذهب قوم منهم عبد الكريم إلى أن معنى قوله: كجلمود صخر ... إلخ، إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>