للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها في البائية، وتمامه:

وماء النَّدى يجري على كلِّ مذنب

وجملة: "والطير في وكناتها" حال من ضمير أغدو، والمنجرد قيل: الماضي في السير، وقيل: القليل الشعر، والباء متعلقة بأغتدي، والأوابد: الوحوش جمع آبدة، يريد أن هذا الفرس من شدة سرعته يلحق الوحوش فيصير لها بمنزلة القيد، قال أبو علي في "التذكرة": قيد الأوابد: صفة، وهو مصدر كأنه قال: تقييد الأوابد، ثم استعمل المصدر بحذف الزيادة فوصف به، وقال التبريزي: تقديره ذي تقييد الأوابد، قال الباقلاني في (إعجاز القرآن": قوله: "قيد الأوابد" عندهم من البديع، وهو من الاستعارة، ويرونه من الألفاظ الشريفة، وعني وبذلك أنه إذا أرسل هذا الفرس على الصيد صار قيداً لها، وكانت بحالة المقيد من جهة سرعة عدوه، وقد افتدى به الناس، واتبعه الشعراء فقيل: قيد النواظر، وقيد الألحاظ، وقيد الكلام، وقيد الحديث، وقيد الرهان، قال الأسود أبن يعفر:

بمقلِّص عتدٍ جهيزٍ شدُّه ... قيد الأوابد والرِّهان جواد

وقال أبو تمام:

لها منظرٌ قيد الاوابد لم يزل ... يروح ويغدو في خفارته الحبُّ

وقال آخر:

ألحاظه قيد عيون الورى ... فليس طرفٌ يتعدَّاه

<<  <  ج: ص:  >  >>