في الزمان، استعملت مذ، فتقول: ما رأيته مذ يوم الجمعة إلى يوم الأحد، فزعم أن هذا لا يجوز؛ لأن قولك: ما رأيته مذ يوم الجمعة يفهم منه أن انقطاع الرؤية اتصل إلى آخر الإخبار، فلا يحتاج هنا إلى حرف الانتهاء، وإنما يحتاج إلى حرف لا يستغرق الوقت نحو "من" فلابد من دخول من على الزمان في هذا الموضع، انتهى.
والبيت من قصيدة النابغة الذبياني مدح بها عمرو بن الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر: ملوك الشام الغسانيين، وقبله:
وَلا عَيْبَ فِيِهمْ غَيْر أَنَّ سيوفَهُمْ ... بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكتَائِبِ
وقد شرحنا أبياتًا من أول القصيدة التي في الإنشاد الثامن والستين بعد المائة.
وبعده
تَقُدُّ السَّلُوقيّ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ ... ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نَارَ الحبُاحِبِ
بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ ... وطَعْنٍ كإيزَاغِ المَخَاضِ الضَّوَارِبِ
فَهُمْ يَتَسَاقَونَ المَنِيَّةَ بَيْنَهُمْ ... بأيْدِيِهمُ بِيضٌ رِقَاقُ المَضَارِبِ
يَطِيرُ فُضاضًا بَيْنَهُمْ كُلُّ قَوْنَسٍ ... ويَتْبَعُها مِنْهُمْ فَرَاشُ الحَوَاجِبِ
رِقَاقُ النِّعَالِ طَيْبٌ حُجُزَاتُهُمْ ... يُحَيَّونَ بِالرَّيحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ
تُحيَيِّهِمُ بِيضُ الوَلائِدِ بَيْنَهُمْ ... وَأَكْسِيَةُ الإضْرِيجِ فَوْق المشاجِبِ
يَصونُونَ أَجْسَادًا طَوِيلًا نَعِيمُها ... بخالِصَةِ الأردانِ خُضْرِ المَنَاكِبِ
وَلا يَحْسَبُونَ الخَيْرَ لا شَرَّ بعْدَهُ ... وَلا يحْسَبُونَ الشَّرَّ ضَرْبَةَ لا زِبِ
حَبَوْتُ بها غَسَّانَ إذْ كُنْتُ لاحقًا .. بِقَوْمٍ وَإذْ أَعْيَتْ عَلَيَّ مَذاهِبي
وهذا آخر القصيدة، وقوله: تخيرن بضمتين: فعل ماض مجهول، والنون ضمير السيوف من تخيرت الشيء: إذا انتخبته، وروي: "تورثن"، وكذلك جُرين بالبناء للمفعول من التجربة، والتجارب بكسر الراء جمع تجربة.