للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحليمة: هي بنت الحارث بن أبي شمر الغساني ملك عرب الشام، وفيها سر المثل، فقيل: "ما يوم حليمة بسر"، أي: خفي، وهذا اليوم هو اليوم الذي قُتل فيه المنذر بن المنذر ملك عراق العرب، فسار بعربها إلى الحارث الغساني، وكان في عرب الشام، وهو أشهر أيام العرب، وإنما نسب اليوم إلى حليمة؛ لأنها حضرت المعركة مخضضة لعسكر أبيها، فتزعم العرب أن الغبار ارتفع في يوم حليمة حتى سد عين الشمس، وظهرت الكواكب المتباعدة من مطلع الشمس، فسار بها المثل اليوم، فقال: لأرينك الكواكب ظهرًا، كذا في "كامل المبرد"، وفي "أمثال حمزة الأصفهاني".

وقال شارح ديوان النابغة: كانت حليمة من أجمل النساء، فأعطاها أبوها طيبًا، وأمرها أن تطيب من مر بها من جنده فجعلوا يمرون بها، وتطيبهم، فمر بها شاب، فلما طيبته تناولها، فقبلها، فصاحت، وشكت ذلك إلى أبيها، فقال: اسكتي، فما في القوم أجلد منه حين فعل هذا بك، واجترأ عليك، فإنه إما أن يبلي غدًا بلاءً حسنًا، فأنت امرأته، وإما أن يقتل فذاك أشد عليه مما تريدين به من العقوبة، فأبلى الفتى، ثم رجع، فزوجه إياها.

وقوله: تقد السلوقي، القد: قطع الشيء طولًا، والقط: قطعه عرضًا، وروي: تجذ، بالجيم والذال المعجمة، بمعنى تقطع، والضمير المؤنث للسيوف، وكذا النون في يوقدن، قال الأصمعي وأبو عبيدة: سلوق: مدينة بالرقة، وقال أبو عمرو: مكان باليمن تنسب إليه الدروع السلوقية، والكلاب السوقية، وإنما قال المضاعف نسجه؛ لأنه أشد على السيوف، والصفاح بالضم والتشديد: حجارة عراض، يقول: تقطع هذه السيوف الدروع والرجل وكل شيء حتى تصل إلى الحجارة، فتوري فيها، أي: تقدح، ونار الحبُاحب: النار الضعيفة، ونار

<<  <  ج: ص:  >  >>