للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبيت من قصيدة للفرزدق، ذكر في أولها أن الذئب أتاه ليلة في سفره، فرمى له لحماً، وقال: "تعش فإن عاهدتني .. " البيت، وبعده:

وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما ... أخيين كانا أرضعا بلبان

وقد ذكرنا الأبيات في الإنشاد الثاني والعشرين بعد الثلاثمائة، وقد وقع في إنشاد سيبويه: "تعال فإن عاهدتني". قال ابن المستوفي: والصحيح من الرواية: "تعش" وقد ذكره الزمخشري: "تعال". قال الدماميني: تعال: للواحد المذكر. وتعالي: للواحدة المؤنثة، بفتح اللام، وحكى الزمخشري في تفسير النساء عن أهل مكة أنهم يقولون: تعالي، بكسر اللام، للمرأة، ووقع مثله في شعر أبي فراس الحمداني، قال وهو في أسر الروم، وقد سمع حمامة تنوح بجنبه:

أقول وقد ناحت بجنبي حمامة ... أيا جارتا هل تشعرين بحالي

أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا ... تعالي أقاسمك الهموم تعالي

وهي أبيات، والوجه: فتح اللام، لأنها عين الفعل، كالعين في تصاعدي، ولام الفعل التي حقها أن تكسر قد سقطت إذ الأصل تعاليين، ففعل فيه عرف في مثله. انتهى. وأخذه ابن الملا. وأقول: أصل تعالي تعالوي، قلبت الواو ياء لوقوعها رابعة مع عدم انضمام ما قبلها، فصار تعاليي بياءين، الأولى لام الكلمة، والثانية ضمير المخاطبة، ثم حذفت كسرة الياء الأولى للاستثقال، والياء لالتقاء الساكنين، كذا قاله أحد أشياخنا في "حاشية الفاكهي" وهذا تطويل بلا طائل، والقريب أن يقال: قلبت الواو في تعالوي ألفاً؛ لتحركها، وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت لالتقاء الساكنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>