للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس فيه ما يحمل عليه أن فيتعلق به, كما أنها في قولهم: أما أنت منطلقًا أنطلق معك, متعلق بأنطلق معك, فإن قلت: يكون متعلقًا بعفل مضمر يفسره ما بعده, فإن جواب ما يكون تفسيرًا لا يعطف به على المفسر, ألا ترى أنك تقول: إن زيدًا ضربته, ولا يجوز: إن زيدًا فضربته, فإذا لم يجز, كانت الفاء في: فإن قومي, جواب شرط, وأنت مرتفع بفعل مضمر. فإن قلت: قد تزاد الفاء كما حكى أبو الحسن: «أخوك فوجد» فأحملها في البيت على هذا ليصح إضمار الفعل المفسر, وفي حمل البيت عليه تقوية لما ذهب إليه سيبويه من أن «أما» في البيت إنما هو أن الناصبة, ضمت إليها ما, فالجواب أن القول بزيادتها ليس من مذهبه. انتهى كلامه. فيكون أبو علي قد سبق المحقق الرضي والمصنف. وقال ابن خلف في «شرح شواهد سيبويه»: قال علي بن عبد الرحمن: عندي فيه وجه, وهو أن تجعل الفاء جوابًا لما دل عليه حرف النداء المقدر من التنبيه والإيقاظ, كأنه قال: تنبه وتيقظ فإن قومي لم تأكلهم الضبع.

والبيت من أبيات للعباس بن مرداس السلمي, ومنها:

السلم تأخذ منها ما رضيت به ... والحرب يكفيك من أنفاسها جرع

قوله: أبا خراشة, بضم الخاء المعجمة: منادى بحرف النداء المقدر.

وأبو خراشة: اسمه خفاف بن ندبة, بضم الخاء المعجمة, وخفة الفاء, وندبة بفتح النون وسكون الدال, بعدها موحدة, وهي اسم أمه اشتهر بها. وأبو خراشة: صحابي شهد فتح مكة مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم, ومعه لواء بني سليم, وشهد حنين والطائف أيضًا, وهو ممن ثبت على إسلامه في الردة, وهو أحد فرسان قيس وشعرائها, وكان أسود حالكًا, وهو ابن عم الخنساء الصحابية,

<<  <  ج: ص:  >  >>