على أنه روي برفع سكران، وابن المراغة، فقال ابن السيرافي، وتبعه ابن خلف في شرح شواهد سيبويه، سكران: خبر مقدم، وابن المراغة: مبتدأ مؤخر، والجملة خبر "كان" الثانية، وهذا غلط منه، لأن الجملة التي هي خبر ضمير الشأن لا تتقدم هي ولا شيء منها عليه، وإنما "كان" على هذه الرواية زائدة، وأورده سيبويه في كتابه للإخبار عن النكرة بالمعرفة على قبح في ضرورة الشعر برواية رفع "سكران"، ونصب "ابن المراغة"، وقال: هذا إنشاد بعضهم، وأكثرهم ينصب "السكران"، ويرفع الآخر على قطع وابتداء. انتهى.
وقوله: وأكثرهم ينصب "السكران"، أي: ويرفع "ابن المراغة" على أنه اسم كان، ويكون مقدماً ما لا قبح فيه، وقوله: ويرفع الآخر، يريد به متساكراً، ويكون رفعه على القطع بجعله خبقر مبتدأ محذوف، أي: أم هو متساكر، فتكون "أم" منقطعة".
وقال ابن جني في "الخصائص": قد حذف خبر كان في قوله:
أسكران كان ابن المراغة ... البيت
ألا ترى أن تقديره: أكان سكران ابن المراغة، فلما حذف الفعل الرافع فسر بالثاني، وابن المراغة المذكور خبر كان الظاهرة، وخبر كان المضمرة محذوف معها، لأن كان الثانية دلت على الأولى، وكذلك الخبر المذكور دل على الخبر المحذوف. انتهى. وقد بسطنا الكلام على هذا البيت في الشاهد الثاني والأربعين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.