وإما حال من الولاة، والعامل ما في اسم الإشارة من معنى الفعل، والأجود أن يكون ولاة الوء بدلا من اسم الإشارة، وجملة" قد طال مكثها" الخبر، لأنه محط الفائدة، والولاة: جمع وال وهو الذي يتولى أمور الناس، ويحكم بينهم من الخلفاء والعلماء والقضاة، وقوله: فحتام ... إلخ الجار والمجرور خبر مقدم، والعناء مبتدأ مؤخر، ووجب تقديم الخبر هنا، لأن الاستفهام له الصدر، وكرر توكيدًا وروي: قد طال عهدها، أي: زمنها.
وفي "المصباح": وعني يعني من باب تعب: إذا أصابه مشقة، ويعدى بالتضعيف، فيقال: عناه تعنية: إذا كلفه ما يشق عليه، والاسم العناء بالمد. انتهى. وقال العيني: العناء مبتدأ خبره محذوف تقديره منهم أو بين الناس، ونحو ذلك. انتهى، ونقله السيوطي وأقره، ولا يخفى أن قولخ: " فحتام" يبقى ضائعًا غير مرتبط بشيء، هذه والبين من قصيدة طويلة من القسائد السبع الهامشيات للكميت بن زيد الأسدي، حدث محمد بن سهل قال: دخلت مع الكميت على أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق في أيام التشريق، فقال له: جعلت فداك ألا أنشدك؟ قال: إفيكم، قال: هات فأنشده:
ألا هل عم في رأيه متأملٍ ... وهل مدبر بعد الإساءه مقبلُ
وهل أمة مستيقظون لدينهمِ ... فيكشف عنه النعسة المتزملُ
فقد طال هذا النوم واستخرج لبكرِى ... مساويهم لو أن ذا الميل يعدلُ
وعطلت الأحكام حتى كأننا ... على ملة غير التي نتنحلُ
كلام النبيين الهداه كلامنا ... وأفعال أهل الجاهلية نفعلُ
رضينا بدنيا لا نريد فراقها ... على أننا فيها نموت ونقتلُ
ونحن بها مستمسكون كأنها ... لنا جنة مما نخاف ومعقلُ