ولا سيما يوم، روي بالرفع والجرّ، ويوم المعطوف مبني على الفتح، اكتسب البناء من إضافته إلى المبني، وهو: عقرت، فيكون في محل رفع إن روي المعطوف عليه بالرفع، وفي محل جر إن روي المعطوف عليه بالجرّ، والعقر: ضرب قوائم البعير بالسيف، وربما قيل: عقره إذا نحره، والعذارى: جمع عذراء وهي البنت البكر، والرحل: كل شيء يعدّ للرحيل من وعاء للمتاع، ومركب للبعير، وحلسٍ ورسنٍ. والمتحمل: اسم مفعول بمعنى المحمول، فإنه لمّا عقر بعيره وشواه للعذارى، فرَّق رحله على رواحلهنَّ، فحملنه، وركب هو مع بنت عمه فاطمة على بعيرها كما تقدَّم. قوله: فيا عجبًا، الألف: بدل من ياء المتكلم، فإن قيل: كيف نادى العجب، والنداء إنما يكون لم يعقل؟ أجيب بأنَّ العرب إذا أرادت أن تعظّم أمر الخبر جعلته نداء، قال سيبويه: إذا قلت: يا عجبًا، كأنك قلت: تعالى يا عجب، فإنَّ هذا من إبّانك، فهذا أبلغ من قولك: تعجبت، والمعنى: انتبهوا. وقال الزوزني: المنادى محذوف، والتقدير: يا هؤلاء، أو يا قوم احضروا عجبي من رحلها المتحملّ، فتعجبوا منه، وقيل: نادى العجب اتساعًا ومجازًا، فكأنه [قال: ] يا عجبي احضر فإنَّ هذا أوانك، فضّل يوم دارة جلجل ويوم عقر مطيته للعذارى على سائر الأيام الصالحة التي فان بها من حبائبه، ثمَّ تعجب من حملهن رحل مطيته، وأداته بعد عقرها واقتسامهنَّ متاعه بعد ذلك. انتهى كلامه.
وقال الإمام الباقلاني في كتاب "إعجاز القرآن": قال بعض الأدباء: قوله يا عجبًا، يعجبهم من سفهه في شبابه من نحره ناقته لهن، وإنما أراد أن لا يكون الكلام من هذا المصراع منقطعًا عن الأول، وأراد أن يكون الكلام ملائمًا له، وهذا الذي ذكره بعيد، وهو منقطع عن الأول، وظاهر أنه يتعجب من تحمل العذارى رحله، وليس في هذا تعجب كبير، ولا في نحر الناقة لهن تعجب، وإن كان يعني به أنهن حملن رحله، وأن بعضهن حملنه، فعبّر عن نفسه برحله، فهذا قيلًا يشبه أن يكون عجبًا، لكن الكلام لا يدل عليه [ويجافى عنه]، ولو سلم البيت من