للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: فأنت طلاق, قد أورد ابن يعيش في شرح «خطبة المفصل» هذه الأبيات الثلاثة, وشرحها فيها, وأوردها مع أشياء تشتد فاقه الفقيه إلى معرفة العربية لأجلها, قال: ومن ذلك مسائل الطلاق إذا قال: أنت طالق, طلقت منه, وإن لم ينو. ولم أتى بلفظ المصدر فقال: أنت طلاق, لم يقع الطلاق إلا بنية, لأنه ليس بصريح, إنما هو كناية عن إرادة إيقاع المصدر موقع اسم الفاعل [على حد ماء غور أي غائر]. ومنهم من يجعله صريحًا يقع به الطلاق من غير نية, كاسم الفاعل, لكثرة إيقاع المصدر موقع اسم الفاعل, وكثرة استعماله في الطلاق حتى صار ظاهرًا فيه, قال الشعر: فإن ترفقي يا هند .. إلى آخر الأبيات الثلاثة. فأوقع الطلاق موقع طالق, ويجوز أن يكون على حذف [مضاف] أي: ذات طلاق, كما يقال: صلى المسجد, أي: أهل المسجد, واسأل القرية, أي: أهلها, وهو كثير. انتهى.

والعزيمة: بمعنى المعزوم عليه, أي: الذي وقع التصيم, فكان واقعًا قطعًا, قال الكرماني: هي في الأصل عقد القلب على الشيء, استعمل لكل أمر محتوم, وفي الاصطلاح: ضد الرخصة, وأعق: أفعل تفضيل من العقوق ضد البر. وقوله: ومن يخرق, قال ابن يعيش: قد حذف الفاء من جواب الشرط والمبتدأ, وتقديره: ومن يخرق فهو أعق وأظلم, وهذا من ضرورات الشعر المستقبحة.

ورده الدماميني بأن هذا ليس بمتعين, لجواز أن تكون من موصولة, وتسكين القاف للضرورة كقراءة أبي عمرو: (وما يشعركم) [الأنعام/١٠٩] بإسكان الراء. وأعق: خبر من, فلا حذف ولا ضرورة ولا قبح. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>