للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه: أن وجه الإسكان في الآية كما قال الجعبري طلب التخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد, أو من نوعين, ويخرق ليس منهما. وقوله: فبيني بها .. الخ: أمر من البينونة, وهي الفراق, وضمير بها للثلاث, أي: كوني ذات طلاق بائن بهذه التطليقات الثلاث, لكونك غير رفيقة. فأن مفتوحة الهمزة مقدر قبلها لام العلة, ومقدم: مصدر ميمي, أي: ليس لأحد تقدم إلى العشرة والإلفة بعد إيقاع الثلاث, كذا قال الدماميني, وأجاز غيره أن يكون «مقدم» بمعنى: مهر مقدم, أي: ليس له بعد الثلاث مهر يقدمه لمطلقة ثلاثًا إلا بعد زوج آخر, فيكون اسم مفعول. هذا كلامه.

وقول المصنف: كتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف .. الخ, هذه الحكاية نقلها المصنف من كتاب «غرائب مجالس اللغويين الزائدة على تصنيف المصنفين» ونقلها السيوطي في «الأشباه الزجاجي, وهذا نص الحكاية من ذلك الكتاب: مجلس أبي يوسف مع الكسائي: حدث أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثني سلمة عن الفراء قال, كتب الرشيد في ليلة من الليالي إلى أبي يوسف صاحب أبي حنيفة: أفتنا – أحاطك الله – في هذه الأبيات: فإن ترفقي يا هند .. الأبيات الثلاثة, فقد أنشد البيت «عزيمة ثلاث» و «عزيمة ثلاثًا» بالنصب, فكم تطلق بالرفع, وكم تطلق بالنصب؟ قال أبو يوسف: فقلت في نفسي: هذه مسألة فقهية نحوية, إن قلت فيها بظني لم آمن الخطأ, وإن قلت: لا أعلم, قيل

<<  <  ج: ص:  >  >>