للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنها مرادفة اللَّام. وإما كون كي مرادفة لأن احتمالّي يمكن أن يقال به، وكلام ابنه بدر الدين يجنح إلى أنه أمر احتمالي، فإنه قال: إذا ظهرت "أن" بعد كي نظرت، فإن لم يكن قبلها اللَّام كما في قوله: كيما أن تغر، احتمل أن تكون الجارة، وقد شذَّ إظهار أن بعدها للضرورة، وأن تكون الناصبة للفعل، وقد شذ توكيدها بأن للضرورة، ثمَّ قال: والرَّاجح كونها جارة؛ لأن توكيد الحرف بالحرف شاذ في الاستعمال دون القياس، فكان القول به أولى. انتهى. وقال ابن يعيش: ويروى:

لسانك هذا كي تغرَّ وتخدعا

وهكذا هو في "ديوان جميل" والبيت له من قصيدة لا لحسّان، وهذا أبيات من أولها:

عرفت مصيف الحيِّ والمتربَّعا ... كما خطَّت الكفُّ الكتاب المرجَّعا

معارف أطلالٍ لبثنة أصبحت ... معارفها قفرًا من الحيِّ بلقعا

معارف للخود التي قلت أجملي ... إلينا فقد أصفيت بالودِّ أجمعا

فقالت أفق ما عندنا لك حاجةٌ ... وقد كنت عنَّا ذا عزاه مشيَّعا

فقلت لها لو كنت أعطيت عنكم ... بديلًا لأقللت الغداة التضرُّعا

فقالت أكلَ الناس أصبتح مانحًا ... لسانك هذا كي تغرَّ وتخدعا

المصيف: موضع الإقامة في الصَّيف، والمتربّع: موضع الإقامة في الربيع. وقوله: كما خطّت .. الخ، حال منها، أراد أنَّ الآثار قد انمحت كالخطّ القديم الذي قد روجع للقراءة فيه مرات كثيرة، والمعارف: الأماكن المعروفة، والبلقع: الخالي من الأنيس، والخود، بالفتح: الجارية النّاعمة، وأجملي: أمر من الإجمال، وهو المعاملة بالجميل، وأصفيت: مجهول أصفيته الودّ، أي: أخلصته له، والعزاء: الصبر، والمشيخ: المشجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>