للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترفع "غير" إذا جُعلت صلة بإضمار "هو" وتخفض على الإتباع لـ "مّنْ"، وقال الفرزدق:

إنا وإياك إن بلغت أرحلنا ... كمن بواديه بعد المحل ممطور

فهذا مع النكرات، فإذا كانت الصلة معرفة آثروا الرفع، من ذلك: (فيما نقضهم) لم يقرأه أحد برفع، ولم نسمعه، ولو قيل، جاز، وأنشدونا بيت عدي:

لم أر مثل الفتيان في غير الأيام ... ينسون ما عواقبها

والمعنى: ينسون عواقبها، يجعلون عواقبها صلةً لـ "ما" وهو مما أكرهه، لأنَّ قائله يلزمه أن يقول: أيّما الأجلان قضيت، فأكرهه لذلك، ولا أرده، وقد جاء، وقد وجهه بعض النحويين إلى: ينسون، أيُّ شيء عواقبُها، وهو جائز، والوجه الأولُ أحبُّ إليَّ، والقراء لا تقرأ بكل ما يجوز في العربية، فلا يقبحنَّ عندك تشنيع مشنع مما لم يقرأ القراء مما يجوز. هذا كلامه.

وفي كتاب "الضرائر" لابن عصفور: زعم الكسائي أن العرب قد زادت من الأسماء "من" في الشعر، واستدل على ذلك بقول عنترة:

يا شاة من قنص .. البيت

وقول الآخر:

آل الزبير سنام المجد .. البيت

والتقدير عنده في البيت الأول: يا شاة قنصِ، وفي البيت الثاني: والأثرون عددًا، ولا حجة له فيهما، لاحتمال أن تكون نكرة موصوفة، كما هي في قوله:

إني وإياك إذ حلت بأرحلنا .. البيت.

ألا ترى أن ممطورًا صفة لمن، وأن المعنى: كإنسان ممطور بواديه بعد المحل، وتكون في بيت عنترة موصُوفة بالمصدر الذي هو "قنص" على حدّ قولهم: مررت

<<  <  ج: ص:  >  >>