للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفظه، واختار الزجاجي في "أماليه" هذا المذهب، لكنه رد هذه الحجة، وقال: العلم المنادى المفرد مبني على الضم لمضارعته عند الخليل وأصحابه للأصوات، وعند غيره لوقوعه موقع الضمير، فإذا ألحقه في ضرورة الشعر، فالعلة التي من أجلها بني قائمة بعد فيه، فينون على لفظه لأنا قد رأينا من المبنيات ما هو منون نحو: إيه وغاق وما أشبه ذلك، وليس بمنزلة ما لا ينصرف، لأن ما لا ينصرف أصله الصرف، وكثير من العرب من لا يمتنع من صرف شيء في ضرورة ولا غيرها إلا أفعل منك، فإذا نون، فإنما يرد إلى أصله، والمفرد المنادى العلم لم ينطق به منصوباً منوناً قط في غير ضرورة شعر، فهذا بين واضح. انتهى. قال النحاس: وحكى سيبويه عن عيسى بن عمرو "يا مطراً" بالنصب، وكذلك رواه الأخفش في "المعاياة" قال المبرد: أما أبو عمر وعيسى ويونس والجرمي، فيختارون النصب، وحجتهم أنهم ردوه إلى الأصل، لأن أصل النداء النصب، كما ترده الإضافة إلى النصب، قال: وهو عندي أحسن لرده التنوين إلى أصله كما في النكرة.

والبيت من قصيدة للأحوص الأنصاري، وبعده:

فلا غفر الإله لمنكحيها ... ذنوبهم وإن صلوا وصاموا

كأن المالكين نكاح سلمى ... غداة نكاحها مطر نيام

فإن يكن النكاح أحل شيء ... فإن نكاحها مطراً حرام

فطلقها فلست لها بكفء ... وإلا يعل مفرقك الحسام

روى صاحب "الأغاني" بسنده إلى محمد بن ثابت بن إبراهيم بن خلاد الأنصاري قال: قدم الأحوص البصرة، فخطب إلى رجل من بني تميم ابنته، وذكر له نسبه، فقال: هات لي شاهداً يشهد أنك ابن حمي الدبر وأزوجك، فجاءه بمن شهد له

<<  <  ج: ص:  >  >>