بذلك، فزوجه إياها، وشرطت عليه أن لا يمنعها من أحد من أهلها، فخرج بها إلى المدينة، وكانت أختها عند رجل من بني تميم قريباً من طريقهم، فقالت له: اعدل بي إلى أختي ففعل، فذبحت لهم وأكرمتهم، وكانت من أحسن الناس، وكان زوجها في إبله، فقالت زوجة الأحوص له: أقم حتى يأتي، فلما أمسوا راجع إبله ورعاة غنمه، فراح من ذلك شيء كثير، وكان يسمى مطراً، فلما رآه الأحوص، ازدراه، وكان شيخاً دميماً، فقالت له زوجته: قم إلى سلفك فسلم عليه، فقال الأحوص وأشار إلى أخت زوجته بأصبعه:
سلام الله يا مطر عليها .. الأبيات
فوثب إليه مطر وبنوه، وكاد الأمر يتفاقم، حتى حجز بينهم. انتهى.
وقال الزجاجي في "أماليه": كان الأحوص يهوى اخت امرأته، ويكتم ذلك، وينسب فيها، ولا يفصح، فتزوجها مطر، فغلبه الأمر، وقال هذا الشعر.
وترجمة الأحوص، بمهملتين، تقدمت في الإنشاد الثامن بعد الأربعمائة.
وأنشد بعده:
إذ ذهب القوم الكرام ليسي
صدره:
عددت قومي كعديد الطيس
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الثاني والثمانين بعد المائتين.