للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو علي في "كتاب الشّعر": أنت: يجوز أن يكون ابتداء، وأن يكون مرتفعًا بمضمره يفسره المظهر، فإذا ارتفع بالابتداء جاز أن يكون خبره مضمرًا، وذلك المضمر مما يليق أن يسند إلى من فارق خليطه، نحو المحزون والمهموم، كأنه قال: أنت المهموم، وهذا الوجه قاله سيبويه، ويجوز أن يكون خبره قوله: أرواح، والمعنى: أذو أرواح أم بكور أنت، والفاء في هذه الوجوه عاطفة جملة على جملة، وكذلك إن جعلت قوله: أرواح، ابتداء وأضمرت له الخبر، كأنَّك قلت: أرواح مودع لك أم بكور، والأحسن إذا أضمرت هذا الخبر أن تضمره بين همزة الاستفهام وأم، لأنك لا تسأل عن قولك لك، إنما تسأل عن أحد الاسمين، وإن شئت أضمرت ظرفًا من المكان، وإن شئت من الزمان، لأنَّ المبتدأ حدث. ويجوز أن تجعل قوله: أرواح، خبر ابتداء محذوف، وتضمره حيث أضمرت لك، أو ثم، أو اليوم، وتجعل أنت المذكورة في اللفظ ابتداء آخر إن شئت، وإن شئت، وإن شئت كان مرتفعًا بالفعل كما تقدَّم، ويجوز إذا جعلت أنت مبتدأ أن تجعل خبره انظر، وتكون الفاء زائدة، كما حكاه أبو الحسن من قوله: أخوك فوجد. انتهى كلامه باختصار أيضًا. ولخّص ابن الشجري في "أماليه" ما تقدَّم فقال: رواح يحتمل أن يكون خبرًا عن أنت، بتقدير: أذو رواح أنت؟ ويحتمل أن يكون مبتدأ خبره محذوف، أي: ألك رواح؟ ويحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: أرواحك رواح مودّع؟ فعلى هذين التقديرين يرتفع أنت بمضمر يفسره انظر، وإن شئت رفعته بتقدير: أم ذو بكور أنت، وإن شئت رفعته بالمصدر الذي هو "بكور" رفع الفاعل بفعله، كقولك: أم بكور زيد، بتقدير: أم أن يبكر زيد، وإن شئت جعلته في قول أبي الحسن الأخفش مبتدأ، وخبره فانظر، والفاء زائدة. انتهى. روراه صاحب "الأغاني": "لك فاعمد لأي حال تصير" ورواه غيره: "لك فانظر لأي حال تصير" وعلى هذا لا شاهد فيه. وقوله: أرواح مودع، هو اسم فاعل، قال ابن الشجري: قال

<<  <  ج: ص:  >  >>