للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو علي: هو كقولهم: ليل نائم، ولو أنشد "مودَّع" جاز، وكان التقدير: مودعٌ فيه، كما حذف من قوله:

كبير أناسٍ في بجادٍ مزمَّل

أي: مزمل فيه. وقوله: لأي حال، لم يقل: لأية حال، فيجوز أن يكون على لغة من ذكرَّ الحال، ويجوز أن يكون على لغة من أنثها، لأنَّ تأنيها غير حقيقي، ويجوز أن يكون حملها على الأمر والشأن لأنهما في المعنى متقاربان، ويروى: "لأي ذاك نصير" وقال: لأي ذاك، ولم يقل: لأيّ ذينك، لأنهم قد يوقعون ذاك وذلك على الجمل، [يقول القائل: زارني أمس زيد وأخوك معه، وهما يضحكان؛ فيقول: قد علمت ذلك]، ولذلك جازت إضافة [بين] إلى ذلك في قوله تعالى: {لا فارضٌ ولا بكرٌ عوانٌ بين ذلك} [البقرة/ ٦٨] انتهى. وقال الأعلم: وصف أن الموت لا يفوته شيء، فإن لم يفجأ رواحًا فجيء بكورًا، ولابدَّ من المصير إلى الهلاك في أحد الوقتين، ولم يرد الوقتين خاصة، وإنما يريد في ليل أو نهار، وجعل التوديع للرواح اتساعًا، والمعنى: أنت ذو رواح تودع فيه أم ذو بكور؟ وهو [مثل] قوله تعالى: {والنَّهار مبصرًا} [يونس/ ٦٧]، أي: يبصر فيه، وإذا ودّع فيه فهو ذو توديع، فجرى على لفظ الفاعل كذلك. انتهى. وقال ابن خلف: وتحقيقه من جهة النحو: أرواح ذو توديع، فبنى له من المصدر الذي يقع فيه اسم الفاعل، وإن لم يكن جاريًا على الفعل، كما قالوا: رجل رامح وناشب، أي: ذو رمح ونشاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>