وعظ عدي بن زيد بهذا الشعر النعمان بن المنذر لما حبسه ثم قتله، وقال: إن الموت لابد من نزوله، فاعمل لآخرتك، فإنّك منته إلى وقت تفارق فيه الدنيا، وتحصل على عملك، وكان عديّ نصرانيًا من أهل الحيرة، والبيت مطلع قصيدة، وبعده بأبيات:
وابيضاض السَّواد من نذر المو ... ت وهل بعده لحيٍ نذير
أيُّها الشَّامت المعيِّر بالدَّهر ... أأنت المبرَّأ الموفور
أم لديك العهد الوثيق من الأيَّام بل أنت جاهلٌ مغرور
من رأيت المنون عرين أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسري خير الملوك أنوشر ... وأن أم أين قبله سابور
وبنو الأصفار الكرام ملوك الرُّوم لم يبق منهم مذكور
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة تجبى إليه والخابور
شاده مرمرًا وجلَّله كلًا فللطَّير في ذراه وكور
لم يهبه ريب المنون فباد الملك عنه فبابه مهجور
وتفكَّر ربَّ الخورنق إذ أشرف يومًا وللهدى تفكير
سرَّه ملكه وكثرة ما يحويه والبحر معرضًا والسَّدير
فارعوى قلبه فقال وما غبطة حيٍ إلى الممات يصير
ثمَّ بعد الفلاح والملك والإمَّة وارتهم هناك القبور
ثمَّ أضحوا كأنَّهم ورقٌ جفَّ فألوت به الصَّبا والدَّبور
وكذلك الأيَّام يغدرن بالنَّا ... س وفيها العوصاء والميسور