إن يصبني بعض الأذاة فلا وا ... نٍ ضعيفٌ ولا أكبُّ عثور
وأنا النَّاصر الحقيقة إن أظلمٌ يومٌ يضيق فيه الصُّدور
يوم لا ينفع الرَّواغ ولا ينفع إلاَّ المشيّع النِّحرير
قوله: أيها الشامت المعيّر بالدهر، أي: بمصائب الدَّهر، والفصيح: عيرته كذا بلا باء، والمبرأ: السالم من المصيبة، والموفور: الذي لم يؤخذ من ماله شيء. وقوله: من رأيت المنون ... الخ، قال أبو علي في "كتاب الشعر": لا يخلو قوله: رأيت، من أن تعملها أو تلغيها، لأنها قد وقعت بين المبتدأ وخبره، فإن أعملت كان "من" في موضع نصب، والمنون رفع بالابتداء، وعرين في موضع خبر المنون، والجملة في موضع المفعول الثاني لرأيت، وقال: عرّين، فجعل المنون جمعًا، إمَّا لأنه ذهب بها مذهب الجنس، أو لأنه وضع الواحد موضع الجمع، وإن ألغيت كان "من" في موضع رفع بالابتداء، وجملة "المنون عرّين": خبر من، والضمير محذوف، أي: عرّينه، ولا يكون في المنون في إعمال "رأيت" وإلغائها إلاَّ ارفع، لأنّها ليست بمفعولة في اللفظ ولا في المعنى، إنما هي فاعلة في المعنى، ومبتدأة في اللفظ. ومعنى عرّين: اعتزلن. قال ابن الشجري: ويروى "خلدن" أي: تركنه يخالد، والضيم: القهر والخفير بالخاء المعجمة: المانع والحامي، يقال: خفرته، إذا حميته.
وقوله: أين كسرى ... الخ، قال ابن الشجري: كان أنور شروان بن [قباذ] بن فيروز ين يزدرجرد بم بهرام جور من أعظم ملوك فارس، أعاد أمور دولتهم إلى أحوالها بعد ضعفها واختلالها، ونفي رؤوس المزادقة، وعمل بسيرة أزدشير بن بابك ابن ساسان، وافتتح أنطاكيَّة، وكان معظم جنود قيصر فيها، وبني بناحية المدائن المدينة التي سماها رومية على صورة أنطاكيَّة، وأنزل السبي الذي [سباه] من أنطاكية فيها، وافتتح مدينة هرقل والاسكندرية، وملَّك آل المنذر على العرب،