للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسار نحو الهياطلة، واستعان عليهم بخاقان، وكان قد صاهره فأوقع بهم، وأنزل جنوده بفرغانة، فلما انصرف من خراسان قدم عليه سيف بن ذي يزن الحميري يسننصر على الحبشة، فبعث معه إسوارًا، من عظماء أساورته في جند من الديلم، فافتتحوا اليمن، ونفوا عنها السودان، فأقاموا هناك إلى أن جاء الله بالإسلام، وكانت مدّة ملكه سبعًا وأربعين سنة وأشهرًا، وسابور بن أردشير بن بابك ابن سامان قبل أنو شروان بدهر طويل، وبعد سابور ابن أردشير بدهر سابور بن هرمز بن نرسي، وكان يلقب ذا الأكتاف، وهو الذي قصده، لأنه غزا العرب في مشاتيها حتى أوغل في بلادها، وغوّر مياهها، وكان يخلع أكتاف من ظفر به. وكسرى لقب لملوك الفرس، وقيصر لقب لملوك الرّوم، وخاقان لملوك الترك، وبغبور لملوك الهند، وتبع لملوك حمير.

وروى الكوفيون كسرى، بكسر الكاف، والبصريون بفتحها، إلاَّ أبا عمرو ابن العلاء، وجمعته العرب جمعين على غير القياس، وهما: الأكاسرة والكسور.

وقوله: وأخو الحضر إذ بناه .. الخ، الحضر: بفتح الحاء المهملة، وسكون الضّاد المعجمة، قال ابن الشجري: يحتمل أن يكون أخو الحضر معطوفًا على الأسماء المرتفعة بالابتداء، فالتقدير: وأين أخو الحضر، ويحتمل أن يكون مبتدأ، وخبره جملة "شاده" وهو العامل في إذ، ومعنى شاده: رفعه، وقصر مشيد: مرفوع، وقيل: مبني بالشيد، وهو الجصّ، ويقال لكل حجر أملس: مرمر، وأراد: شاده بمرمر، فلما حذف الباء نصبه. وقوله: جلله كاسًا، يقال: جللته الثوب وبالثوب، وطرح الباء أكثر. انتهى.

قال العسكري في كتاب "التصحيف" تروية العامة "جلله" بالجيم، وقرأته على ابن دريد: "خلّله" بالخاء المعجمة، أي: جعل الكلس في خلل الحجر،

<<  <  ج: ص:  >  >>